عــفــاريــت الــســيــدة

لكل زمن أشخاصه ، ولكل منّا ذكرياته ، ولكن لكل مكان عفاريته .

<><><><>

"عفاريت السيدة "

مجموعة ، يعيشون بيننا ، ولكن لا نراهم .

نعلم بإنهم أبطال ، ويسعون لمقاومة الغزوات والمشكلات القادمة من أي إتجاه.

تلك المجموعة تظهر فقط في الليل ، بحثاّ عن القيام بأعمالهم دون أن يلاحظ أحد .

ولكن يعيب عليهم في بعض الأوقات صدور صرخات من أحدهم ، تجعل العادي منّا ينهض ليري ماذا هناك.

في يوم من الأيام صحوت فزعاّ على إحدي الأصوات، وذهبت سريعاّ لشرفتي لأري ماذا يحدث .

وجدت أخيراّ المجموعة التي يتحدث عنها كل سكان المنطقة ، لا يرتدون ملابس فهم بلا حاجة لها.

ولكن ما كنت أسمعه عنهم بانهم يسعوا للحفاظ علي سلامة المنطقة جعلني متحفذاّ لرؤيتهم.

ولكن ما رأيته من محاولة لأقتحام إحدي محلات الجزارة ، في محاولة منهم للسطو عليها .

أصابتني لحظات من الصدمة ، أليس هؤلاء الذين قرروا أن يبتعدوا عن صفوف الجماهير.

وقرروا خدمة المنطقة بقلوبهم وحياتهم ، بحثاّ منهم عن الحياة السعيدة والهادئة لسكان المنطقة .

لحظات جعلتني أعيد التفكير ، إلي أن قررت العودة إلي الداخل كي أفكر في هذا المشهد الغريب.

ولكن كعادة المصريين ، بعد يوم شاق ، مجرد الجلوس في أي مكان ، يتغلب علينا النوم.

فضاع التفكير إلي أن حان موعد الإستيقاظ ، نهضت وأنا في كامل نشاطي .

ولكن مجرد أن تذكرت ما حدث في ليلة أمس ، أصبح وجهي شاحب ، ووضح الذهول في كل تصرفاتي .

أنتظرت الليل حتي يأتي وأحاول مراقبة المجموعة التي تزعم بأنها تحمي تلك المنطقة من المحتلين والمغتصبين.

وجاء الليل ونهضت مبكراّ كي أراهم ، وبالفعل أتوا وقاموا بمحاولة أخري لسرقة إحدي الأماكن .

في وقتها فكرت بالإتصال بمركز الشرطة كي يأتي ويري تلك الكارثة .

ولكن كيف هذا ، هل سأتصل بالشرطة للإبلاغ عن مجموعة من الكلاب التي تعوي في الأرض ولا تفعل شيئاّ.

وتزعم أنها تحمي الأمة من الهلاك وهي ليست كذلك.

أم سأصرخ وأقول كما يقول الكثير

"حاميها حراميها".